ثلاث مفاتيح لتعزيز ثقتك الداخلية بنفسك

ثلاث مفاتيح لتعزيز ثقتك الداخلية بنفسك

هناك الكثير من أنواع الاستراتيجيات وطرق التفكير والنصائح والأنشطة العملية لرفع جودة الحياة والشعوربالرضى تجاه نفسك، ولكنها كلها بلا جدوى إذا لم يكن الأساس موجودًا. هذا الأساس هو أنت الحقيقي، أنت الذي في أعماقك إن كنت تعرفه أو لا تعرفه بعد. الأمر يتطلب الكثير من الثقة والإيمان للعثور على ذاتك الحقيقية وإبرازها.

إليك المفاتيح الثلاثة للثقة الداخلية الحقيقية:

1. تعرف على قيمك:

القيم الشخصية هي واحدة من أهم الأشياء التي يمكنك معرفتها عن نفسك وهي مهمة جدًا لترسيخ الثقة الداخلية الحقيقية. قيمك على بعد عشرة آلاف قدم بداخلك، في صميم أعماق أعماقك؛ وهي اللبنات الأساسية فيك، يمكن زن تكون شيء في نفسك أو في الآخرين أو في العالم من حولك، ومنها السلام الداخلي، الصحة، الكرامة، الاحترام والعلم والأسرة والمرح والطبيعة والإنجاز والعطاء والحرية، ….ألخ.

لماذا يجعلك بعض الناس والمواقف تشعر بالغضب أو الضيق أو الإحباط أو الإكتآب؟ ذلك لأن واحدة أو أكثر من قيمك العليا تم رفضها أو إنكارها أو قمعها، وينعكس ذلك سلبًا عليك؛ لأن نكرانها كأنه نكران جزءًا أساسيًا من هويتك، ذاتك، أو نفسك. والعكس صحيح، فهل سبق وشعرت بأنك مفعم بالحياة والحرية والسعادة المطلقة حقًا؟ تلك هي اللحظات التي يتم فيها تأييد أو تعزيز واحدة أو أكثر من قيمك العليا، وبذلك يمكنك الرجوع لتلك المشاعر الجميلة كلما أردت من خلال إختياراتك المتوافقة لقيمك العليا. كل ما عليك هو ملاحظتها واستخدامها لمصلحتك. عندما تتعرف على قيمك، وتتخذ الخيارات التي توائم حياتك؛ فذلك يعني بأنك حقًا تسمح لنفسك الحقيقية بالعيش في العالم الحقيقي.

2. آمن بنفسك:

الكثير من الناس في غالب الوقت يبحثون عن دلالات على أنهم يقومون بالعمل الصحيح أو يمشون على الطريق الصحيح، ينتظرون شخص ما يؤيدهم أو يمدح أفعالهم، في بعض الأحيان نحصل على ما نريد سماعه، ككلمة شكر وثناء في العمل، وأحيانا تشجيعًا من صديق أو أحد أفراد الأسرة، وأحيانا نحصل على هذه الدلالات من خلال رؤية نمو رصيدنا المالي أو ممتلكاتنا المادية.

ولكن بدلا من النظر الى الخارج بحثًا عن تلك التأيدات، ماذا عن النظر الى الداخل؟! إلى ما تقوله لنفسك؟ ماذا عن ثقتك بنفسك للقيام بأفضل ما تستطيع القيام به واتخاذ الخيارات المريحة بالنسبة لك؟ ماذا عن إيمانك برؤيتك وطموحاتك الخاصة وتفعيل حدسك؟! غالبًا هذه الأفكار تخيف الناس، لماذا؟ لأنها تجعلك مسؤولاً ومحاسبًا عن النتائج التي ستحصل عليها، ولا تبقي لك خيار منقذ وقت الإخفاق؛ لعدم وجود أي شخص آخر من المؤيدين والمشجعين لإلقاء اللوم عليهم لاحقًا.

الحقيقة الثابتة هي أننا جميعا نخفق وسنستمر في ارتكاب الأخطاء ما دمنا أحياء. إذًا كيف ستستطيع أن تثق بنفسك للتغلب على الإخفاقات؟ بالضبط… هذا هو نوع الثقة التي أتحدث عنها، إيمان داخلي حقيقي وعميق.

ابدأ بالاستماع إلى نفسك وملاحظة ما يخبرك به حدسك، كن واعي لهذا الصوت الصغير بداخلك أو المشاعر والأحاسيس من جسمك وتعلم هذه اللغة لتفهم ما يقوله لك، وكن أكثر ثقة ومسؤولية تجاه حياتك والقرارات التي تخدمك، وثق بأنك على أتم الإستعداد للحصول على ما تريد أو القيام بعمل ما أو بالحالة التي تريد أن تعيشها، وبذلك ستكون أنت الحقيقي.

3. مرِّن عظلة الثقة:

الثقة هي عضلة، ومثل أي عضلة تحتاج إلى تمارين باستمرار حتى لا تتقلص وتختفي، إذًا كيف تطور عضلة الثقة الخاصة بك؟ من خلال القيام بتمارين خاصة مصممة لتلك العضلة على مدى فترة من الزمن حتى تبدأ برؤية النتائج التي كنت تبحث عنها ويبدأ عقلك بالتصديق.

لنفترض أن هناك شخص ما من النوع الذي لا يتعرض للكثير من المخاطرة، شخص عادي يقوم كل يوم بعمله الروتيني المعتاد وبشكل جيد، ولا يتعدى إيطار موقع مكتبه، وإذا أتت فرصة للتغيير أو التجديد في الروتين، كل ما قد يطرأ في ذهنه هو أن العملية مخيفة جدًا أو لا تتناسب معه أو لا يوجد وقت كافٍ لديه أو لأن الصوت الصغير الذي بداخله يقنعه ويقول: ”أنا لست جيدًا كفاية“ أو ”هذا ليس أنا/ لا يشبهني“ أو ”لا أريد التغيير أو التجديد أصلاً، أنا أشعر بالأمان هكذا“. يعيش هذا النوع من الأشخاص ضمن ما يعرفونه وما يبقيهم آمنين ومرتاحين. كلما قل عدد المخاطر التي يتعرضون لها، قلت تجاربهم وخبراتهم، وبالتالي أصبحوا أقل ثقة بالنفس.

لكي تعمل عضلات ثقتك بنفسك، يجب أن تكون مستعدا لمواجهة المخاطر، كبيرة كانت أم صغيرة. يجب أن تكون على استعداد لتوجيه نفسك في اتجاه غير مألوف، لتجربة شيء جديد أو عمل روتين بطريقة مختلفة قليلاً، أنت تحتاج إلى الغوص في التجارب الحياتية من حولك، وحث نفسك لنبش ما لا تعرفه عن نفسك وعن أفكارك وعن انفعالاتك وحقيقتك. كلما كنت أكثر وعيًا وتقبلاً لذاتك، وأكثر استعدادًا للمخاطر وأكثر انفتاحا للفرص وأكثر إيمانًا بإمكانياتك الداخلية، كلما إحتجت إلى أن تكون أكثر ثقة بفسك، وبالتالي تتطور الثقة بنفسك أكثر.

والسؤال لك الآن: ماذا ستفعل من اليوم لتمرين عضلة ثقتك بذاتك؟